سعد إنسان بسيط يعمل سائق لدى احد الضباط الكبار يعتبر هو كاتم أسرار هذا الضابط يبوح له بكل ما يدور في داخله من هموم لان هذا الضابط به من العنجهية والكبر ما أبعد عنه زملاؤه بالعمل وأهله وجماعته وإخوانه ، فهو كان الوحيد الذي يعلم بعقدته وما تسبب له من الم نفسي ، فهذا الضابط يتخيل أن الناس ينظرون له باحتقار بسبب عقمه وانه لم ينجب بالتالي ليس كامل الرجولة فبسبب هذه النظرة سخر كل وقته لعمله ومشاريعه مبتعداً عن نظرة المجتمع له .

سعد كان الوحيد الأنيس له والخادم المطيع فكان يذهب معه في رحلات العمل والعلاج ورحلات الزواج إلى أتى ذلك اليوم الذي أحيل فيه هذا الضابط إلى التقاعد بالتالي تقرر الانفصال بين سعد وضابطه وبالفعل ذهب سعد إلى مقر عمله في أول يوم ولم يجد ضابطه ولم يعرف ماذا يعمل .
سعد يفكر وينظر لمكان عمله ويظنه لا يعرفه لم يرى خلال ال15 سنة سوى ضابطه فقط يتلقى الأوامر منه وينفذ بكل رحابة صدر واليوم لا يعرف ماذا يعمل أو انه لا يريد أن يعمل خرج من عمله لا يعرف أين ذاهب وإذا به أمام بيت ضابطه يدخل عليه ويجده مهموماً يلقي السلام عليه ويجلس .

الضابط : ما بك لم تستلم عملك اليوم ؟ . 
سعد : نعم سيدي ذهبت واستلمت عملي لكن لم استطيع أتنفس الهواء أحسست إنني اختنق في ذلك المكان الذي أنت لست فيه .
الضابط : أفضل لك أن تبتعد عني وأنا مكروه من الجميع والكل يحقد علي إخواني وزملائي بالعمل وأنت تعرف السبب وأنت كرهت كذلك بسببي .
سعد : سيدي أنا عملت معك وأنا عمري 17 سنة والآن عمري 32 سنة وكل هذه الفترة لا اعرف أي عمل سوى الأعمال التي تكلفني بها وليس لدى زملاء بالعمل غيرك وأنا أحس انك أنت عملي وأنا لا أريد أن اعمل إلا معك كذلك ليس لدي أولاد أو عائله تتضرر من انقطاع عملي .

سعد قدم استقالته من عمله الرسمي وقدر ضابطه المتقاعد له ذلك ، كذلك هو محتاج له أيضا واستمر في خدمة ضابطه المتقاعد حيث جعله مقيماً معه في ملحق لبيته براتب مجزي.

اخذ الضابط على نفسه إيجاد علاج لعقمه وجند جميع إمكانياته لتحقيق ذلك متنقلا بين جميع دول العالم إلى أتاه سعد بخبر يفيد أن هناك معالج متخصص بهذا النوع من العقد وانه رتب معه على موعد للكشف على الضابط ، وبالفعل في الموعد توجه الضابط وسعد إلى هذا المعالج في بلد أخر وتم الكشف واخذ العلاج لكن عليه الزواج بأقرب فرصه للتأكد من نتائج العلاج بالفعل تم الزواج بإمرأه من هذا البلد الشقيق واستقر في هذا البلد بعد الزواج لمعرفة النتائج بالفعل تم بعد شهرين من الزواج الكشف ووجد أن الزوجة حامل كانت فرحته كبيره لا توصف إلا سعد أشار عليه بالعودة إلى بلده لكنه اثر البقاء في هذا البلد الجميل وخوفاً على ابنه القادم من السفر حاول سعد إقناعه لكنه رفض وهو منتشي بنشوة الفرحة ويحب أن يتأكد بان سوف يأتيه طفل ويرجع به إلى بلده منتصراً على أعدائه .

سعد يقول : له سيدي المستشفيات في بلدنا أفضل كذلك إبلاغ عائلتك بأنك تزوجت ويفرحون لك .
قال : إنهم يحقدون علي لن يفرحوا لي أريد أن ائتيهم رجل املك المال والبنون وأكيدهم واقطع ألسنتهم التي تتكلم عني .

مرت الأيام والضابط المتقاعد وسعد ليس لديهم عمل سوى انتظار هذا المولود الذي سوف يعيدهم إلى بلدهم فهوأصبح جواز المرور لهم للعودة... الزوجة تبلغ سعد المتواجد في البيت بأنها تريد الذهاب إلى المستشفى الذي اخبر ضابطه الذي يجلس في حديقة المنزل فهم الضابط مسرعاً سعد يأتي بالسيارة لنقلها إلى أفضل مستشفى في البلد بالفعل دخلت غرفة الولادة وبعد 3 ساعات يخرج الطبيب يكلم الضابط : قوي إيمانك يا سيدي البقية بحياتك .
يرد الضابط : من في ابني ؟ .
الطبيب : لا أم ابنك حصل معها نزيف وفارقت الحياة .
الضابط : ابني كيف هي صحته ؟
الطبيب : صحته الحمد لله ممتازة تستطيع أن تراه بعد نصف ساعة.
الضابط يقول لسعد : تذهب الآن تنهي إجراءات المستشفى الرسمية للولد وتحجز لنا على اقرب طائرة تعيدنا إلى بلدنا .
سعد : سيدي لا يمكن الولد يجب أن يبقى في المستشفى تحت الرعاية بضعت أيام كإجراء روتيني ويجب أن يكون هناك من يعتني به كمرضعة تقوم مقام أمه التي فارقت الحياة. 
الضابط : نعم يا سعد أنا لا أعرف بهذه الإجراءات من فرحتي تخيلت انه سوف يخرج معي إلى الطائرة الآن.
سعد : أهل زوجتك في منطقه بعيده هل تريد أن نحظر أم زوجتك لتعني بابنك. 
الضابط : لا يا سعد تحتاج كثيراً من الوقت لتصل لنا أو ربما لا تريد الاعتناء بالطفل وممكن أن تحدث مشاكل بيننا بسبب الطفل دعنا منها واذهب وابحث لنا عن مربية ترغب بالاعتناء بالطفل والذهاب معنا إلى الخليج براتب كبير .

ذهب سعد ووجد مربية جميله صغيره بالعمر كانت لديها الرغبة بتربية الطفل والاعتناء به في أي مكان وتم الانتهاء من جميع الإجراءات الرسمية والروتينية وانطلق الضابط منتصراً إلى بلده وما أن وصل إلى بلده وجه الدعوة العامة إلى جميع من يعرفه ويحقد ويحس انه في شي من الحقد عليه لأنه لا يوجد من يحبه يريد من هذه الدعوة إذابة ما في النفوس وتصفيتها وبداية صفحة جديدة وإعلان زواجه ووصول ابنه الأول إلى العالم قبل كل شيء ، إلا أن كان تلبية الدعوة كان متواضعاً فلم يحضر الكل إلا انه اخذ يرحب ويجامل الموجودين فرحاً يعلن لهم ويصدمهم بما حصل معه وتمت التهنئة والمباركة من قبل الحضور حتى غادروا بما استقبلوا به من حفاوة على أن يعاودوا الحضور في مثل هذا اليوم من كل أسبوع إلا أنهم حضروا في الأسبوع التالي بعدد اقل كذلك يخلوا الحضور من أبناء عمومته وإخوانه .
وأخذ يسأل سعد : لماذا لم يحضر احد من العائلة هل بلغتهم كما طلبة منك ؟.
سعد : نعم بلغتهم.
الضابط : ولماذا لم يحضروا ماذا كان ردهم؟ ولماذا لا يريدون الحضور ؟.
سعد : لا اعرف السبب .
الضابط اعرف انك تعرف شيئاً لا تخاف فانا أتقبل كل الكلام تعرفني أنت .
سعد : الكلام كثير من قبل العالم .
الضابط : أريد أن اعرف أولا ماذا قال إخواني وأبناء عمومتي؟.
سعد : يقولون نفس الكلام السابق بأنك تجبرت عليهم بالسابق عندما كان لديك المال والآن تريد أن تتجبر عليهم بعد المال والأولاد بطريقه أخرى فهم لا يريدون الحضور إليك .

أصر الضابط الذهاب إليهم في يوم اجتماعهم المعلوم يريد أن يوضح لهم انه يريد العيش معهم وسط عائلة متحابة فيها الإخوة والمحبة بعد انقشاع الغيمة السوداء التي تخيم على عقله طيلة السنين الماضية ويريد لابنه أن يعيش وسط عائلته فلم يعد بالعمر كثر ما ذهب فهو بدأ يخاف من الموت في أي لحظه .

دخل عليهم وإذا بهم جالسين مجتمعين ظهرت عليهم عدم الرغبة بدخوله لما له من هيبة ربما هي التي جعلتهم يحقدون عليه في السابق واخذ يسألهم أريد أن أعرف لماذا لا تصفى نفوسكم اتجاهي .
احد إخوته : لا يوجد شي في نفوسنا.
الضابط : أعلم انكم لا تريدونني وأبلغتكم الأسبوع الماضي إنني أريدكم وإنني أحبكم .
يقاطعه احدهم يقول : أنت لا تريد إلا نفسك منذ عرفناك تريد أن تصبح ضابط لكل شيء تأمر وتنهي على كيف ما تشاء على الجميع إنعزلت وابتعدت عنا وقت كنا في حاجة إليك وكنت تنظر لنا بازدراء وفوقية .
احد إخوته : ماذا تريد بعد هذه السنين انك لا تشرفنا الكل يكرهك والكل من يعرفك ويعرفنا.
الضابط بهم وضيق : أشكركم على هذا الاستقبال لكن أنا أمد يدي لكم.
يقاطعه احدهم : لا نريدك اتركنا لوحدنا واذهب أنت .
الضابط : عودتي لكم أن لم تكن من اجلي فهي من اجل ولدي الذي ليس له ذنب أريده أن يعيش معكم من بعدي ولا ينقطع رحمه معكم .
احد أبناء عمومته : سيدي الضابط ابنك لا نعرف أصله غبت عنا سنين وظهرت فجأة تقول انك تزوجت وظهر لك ابن ووالدته توفت أثناء الولادة لا نريد أن نسمع مثل هذه القصص فهي كثيرة هي الأخطاء عند البشر .

غادرهم الضابط وكله الم وجروح من كلامهم وهو يتذكر كلام سعد بأنه يجب العودة إلى الوطن مع زوجته الحامل وولادتها يجب أن تكون في بلدهم حتى لا يحصل ما حصل من هذا الكلام واتهام بشرعية الولد وأمه .

مرض الضابط أصيب بجلطه تماثل بالشفاء من بعدها لما يسمع من الناس وأصبح مهزوما فيما يعتقد بأنه عاد منتصراً فالمجتمع لم يرحمه لأنه ربما هو يرحمهم يوماً .

توفى الضابط بعد فترة مودعاً ابنه عند سعد بعد أن تزوج المربية العربية وكتب له جزءاً من ثروته الكبيرة له والأخر لابنه .

بهذا عاش سعد بقية عمره ثرياً جداً يملك شركة حراسة ضخمة بعد أن عمل في تجارة سيده وعمل على التقريب بين الابن وأعمامه بالفعل استطاع ربما بالمال وينتظر الآن تزويج ابن الضابط من ابنة عمة قريباً .


اتمنى ان يكون الله قد وفقني بصياغتها بالحد الادنى واتمنى اعرف رايكم واسف اذا اخذت من وقتك